السوط والصدى وهي رواية مستوحاة من عمق المأساة الوطنية ( العشرية السوداء)، أو ما يسمى بالعشرية السوداء، وما عانته المرأة في تلك الفترة من جحيم أخطبوط الإرهاب، الذي يرمي بظلاله على الأوطان العربية اليوم. رواية فكرية، تضيء أهم زاوية في قضية التطرف، العنف، الجماعات المسلحة، وكأنني أقول من خلالها أن الأزمة مع الآخر فكرية قبل أن تكون سياسية أو أمنية، ويظل محور الرواية هو المرأة وما تعانيه عموماً في وطن يعاني أبناؤه نتائج الصراع الفكري الإيديولوجي والتطرف الدموي، والتعصب لفكرة «أنت لست معي إذن أنت ضدي»، والذي تمخض عنه مآسي دموية وخراب للأوطان، اغتيال العقول النيرة، واغتصاب النساء، وذبــح الأطفال، وتشريد العائلات، واختفاء مدن واستنزاف أموال…الخ، وبالتالي معاناة المرأة والطفل كبيرة ومؤلمة في هذا الواقع المأساوي والدموي الرهيب، ولعل هذا ما يميز رواية "السّوط و الصّدى" عن غيرها مما كتب عن فاجعة الجزائر خلال العقد الأخير من القرن الماضي. المعاناة التي شهدتها المرأة والطفل خلال «العشرية السوداء»، كانت كبيرة ومؤلمة فهي من فقدت الزوج والأخ والابن، وشردت واغتصبت وانتهكت حرمتها وهجرت من وطنها، وبالتالي المرأة دفعت الثمن غالياً،وما زالت تدفعه لحد الساعة، فهناك قصص لحكايات نساء يندي لها الجبين مما تعرضن له وهن يعشن تحت وقع الإرهاب النفسي كلما تذكرن الواقع. رواية السوط والصدى رواية فكرية تطرح أسئلة قديمـة وجديدة عن مفهوم الحريات والأفكار ومعاناة المفكرين في أوطانهــم والمرأة خاصة. الروايـة تجيب عن التساؤلات المطروحة التي تدور حول مفهوم التطرف والتعصب الإيديولوجي وكيفية التخلص من فكرة "أنت لست معي إذن أنت ضدي" .