رواية 23 ... هي رواية أدبية بسيكوفلسفية تروي قصة كاتب أبحرت به الأفكار و رست على شاطئ الفضول لتبعث فيه جملة من التساؤلات التي يطرحها في قالب فلسفي و إجتماعي... " إن رواية 23 ,تحمل في طياتها الغموض بقدر الحبكة الأدبية ،تتضمن 3 فصول نرى مغزاها الحقيقي في نهاية كل فصل والمغزى الجوهري في خاتمة الرواية . بداية أول فصل بها يرينا النزاع النفسي خلف ستار الماورائيات و الهلوسة بإعتباره جانبا نفسيا بحتا ..... لايخلو أيضا الصنف من الجانب التشويقي وقد برع فيه الكاتب جدا . _ وجود الشرح متعقبا لكل فكرة مطروحة زاد الرواية قيمة أدبية ،تتخللها تساؤلات موجهة للقارئ مباشرة تثير إستفزاز العقل بحثا عن أجوبة ذاتية ،وبالحقيقة كان هدف الكاتب منذ أول حرف . _ تضمنت قصتين ،كل قصة تحمل مغزى مستخلص في نهايتها إلا أن أهم مغزى هو التفرد بالذات أو بالأحرى إيجادها وهو أهم ماأرق الكاتب في إستخلاصه لدهاليز العقل والذي أشار لنا بأنه الشيئ الوحيد الذي نستمد منه القوة في كشف غطاء الحقيقة المتواجدة أمامنا كل لحظة لكننا لانلمحها لأن الحقيقة دائما ماتكون مبطنة لشيئ آخر . كما أن التفسيرات العلمية والإسقاطية للبرمجة اللغوية في أواخر الصفحات وكذلك النهاية التي أزالت كل الغموض عنها كان وإضافة إلى إسقاطات القصة على الذات الفلسفية مبهرا . النصائح المقدمة كذلك في أواخر الصفحات مفيدة تتضمن عدة حقائق يريد الكاتب بها إيصال فكرة ما تتحدث حول علاقة الذات والعقل بالحقيقة في مجاز مفاده أن الحقيقة حولنا كل الوقت لكنها مخفية بحجابنا . بعض الإقتباسات من الرواية : " فحين تكتفي من البشر تلمح اعظم من بناء علاقات تافهة تربطك بهم عندما تعيش التناقض بين الراحة و الرعب و تصبح قادرا على التخلي عن أي شيئ مهما كان بالرغم من الحيز الكبير الذي يشغره عندما تصل الى مرحلة لا تكترث بمن يحاربك و لا تجاري من يجاملك و لا تعادي من يمكر بك هنيئا لقد وصلت مرحلة النضج ستكون في عالم و كل من حولك في عالم آخر ..." "دعني أخبـرك شـيئا: منـذ الصغـر كبرنـا علـى مفهـوم أن نكـون كالشـمعة نحـرق أنفسـنا لننيـر درب الآخريـن وهـذا جـل الخطـأ لمـاذا هـذا المفهـوم لمـا لا نحيـا ويحيـا غيرنـا لمـاذا لا نتسـاند لكـن ليـس علـى حسـاب أنفسـنا دائمـا؟ لمـاذا نحـرق جسـور نجاحاتنـا ليسـتدل بنـور لهيبهـا غيرنـا إلـى سـبل نجاحاتهـم جــزء مــن التضحيــة منــا والباقــي منكــم هــذا مــا يدفــع بالأمــور إلــى نصابهــا لنكـن نـور الشـمس ولسـعاتها فـي الأمـد ..." " فكم نحتاج إلى الإيمان بشيء نتمسك به حين نوشك أن نفقد كل شيء نؤمن به ... "